قصة بحارين عرفهما التاريخ، لا يقل أحدهما عن الآخر، الأول هو فاسكو دي جاما، ذلك البحار الذي يُنسب إليه في كتب التاريخ اكتشاف الهند، وأنه أول من أبحر من أوروبا إلى ذلك المكان المجهول، ثم تبع ذلك عمليات ضم الهند إلى البرتغال ووقوع أبشع المجازر التي يعرفها الجميع، والثاني هو أحمد بن ماجد السيباوي، بحار عربي كان له الفضل في وضع الكثير من قواعد الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر والتي سبق بها الكثير من أهل زمانه، ولقبه الأوروبيون بالأميرال أي أمير البحار، وله الكثير من المؤلفات التي تبرز لنا درايته الواسعة بالملاحة.

في هذا العدد تأخذنا عبير في رحلة مشوقة عبر البحار لنلتقي بهذين البحارين ونشاركهما الكثير من المغامرات، لنعرف أن الحضارة العربية لا تقل شيئًا عن الحضارة الغربية بل تضاهيها وتتفوق عليها أيضًا.

“وفي قاربه توجه أحمد بن ماجد مع عبير وبعض الضباط البرتغاليين إلى اليابسة. إنه لينزل من قاربه فتحييه وجوه الهنود الباسمة ويعانقه البعض، فهم يعرفونه. توجه إلى مندوب الحاكم وطلب منه الإذن لهؤلاء البرتغاليين في النزول إلى اليابسة. كان مندوب الحكم يبكي تأثرًا لأنه اكتشف أن الموظف العجوز الذي يعمل معه هو أبوه، وبدأ يغني أغنية حزينة.. باختصار النشاطات اليومية للهنود التي تتضمن لقاء أفراد من الأسرة طال فراقهم”