رحلة جديدة إلى أصفهان وخراسان، في فترة تاريخية حرجة، في نهايات القرن الخامس الهجري. لم تجد عبير من يستضيفها أفضل من عمر الخيام صاحب الرباعيات المشهورة بين القرّاء، وصديقه المقرب الحسن بن الصباح وصديقهم نظام الدين.. إنها جلسة هادئة يتخللها الشعر والأدب والعبارات الماتع والأفكار الرائعة، ولكن للأسف الوضع في المجتمع ليس كذلك. فالفتنة على أشدها ودولة الحشاشين تعبث في بلاد فارس، فانتشر القتل والسرقة والاغتيالات والعنف، إلى أن جاء هولاكو فاستكمل هذا الخراب ودمر كل شيء في طريقه نحو بغداد.. يقدم لنا المؤلف الكثير من المعلومات حول الدعوة النزارية الإسماعيلية ودولة الحشاشين ويأتي في المشهد كذلك الإمام الغزالي رحمه الله وكتابه المنقذ من الضلال للرد على هذه الفرق الضالة.

“في تلك الليلة دعا زيد نفسه إلى بيت وحدت.. كان يحمل معه بطيخة أذاب في قلبها بعض الريحان ومعها حلي سنونك، من أصفهان. وحي حلوى لم يقاومها أحد منذ عرف الإنسان الحلوى.. جلس في دار جاره يؤنسه ويسليه ويحكي له الغرائب والطرائف، وكان وحدت الذي امتلأت بطنه بالبطيخ والحلوى في حالة من التسامح والرضا جعلته يفصح عن كل ما يخفيه حتى عن نفسه.
وتدريجيا بدأ الكلام عن ظلم الحكام وبطء العدل والفساد المستشري في أرجاء إيران..
يقول الصبّاح: الخطوة الثالثة هي التشكيك”