“لم أعرف كم لبست في بحر الظلام حتى رسيت على شاطئ الواقع وفتحت عيني لأرى سقف المطبخ وأنا ممدد على الأرض وجانبي الأيمن احتفل مع يدي باكتساءه اللون الأحمر بسبب نزيف يدي بالدم الساخن، فنهضت مفزوعًا من مكاني لا أعرف ماذا أفعل؟ كيف أوقف هذا النزيف؟ كيف ينتهي هذا الرعب؟ غصب عني قذفت الدموع من عيني خوفًا وألما لترطب وجنتي التي اتسخت بالدماء هي أيضًا بسبب سقطتي السابقة، أتحرك بخطوات ترتجف تحتي لا أستطيع أن أنهرها عما تفعله، فيكفي إنها تحملي في تلك اللحظات الصعبة، ثوان وانتبهت لعدم وجود أخي فوقفت متصلبًا أنده عليها وأصيح فيه متوسلًا المساعدة ولكنه لم يجب علي”

“أمسكت مقبض الباب بيد تحمل بعضًا من الشجاعة وبعضًا من الدماء وأنا أقول محذرًا: لقد علمت أين أنت ولن تهرب مني
ما رأيته جعل لساني يشارك عضلات جسدي التصلب فلم ولن أتوقع ما رأيته أمامي، فلقد وجدت أخي مفترش الأرض، رأسه تستند على أحد أذرع الفراش والذي تلون بخط من الدماء يبدأ من أعلى الذراع حتى أسفله، وينتهي بجوار رأس أخي التي انفجرت بالدماء وكأنها عين زمزم، لتغرق لعبه الصغيرة التي تتناثر من حوله، مشهد رأسه اللامعة بلون الدماء أثار بحر ظلامي الداخلي لكي أغرق فيه مرة أخرى”.