“مرت عليّ الأعوام وأنا أجتهد وأتفوق بتشجيع آمال لي.. وكنت ألقاها كل يوم، وكانت لهفتها لا تنقطع حتى ولو لم يمر بين اللقاء واللقاء سوى بضع ساعات، ونشعر دائمًا باللهفة والشوق والحنين فبدأ حبها يزداد في قلبي بعد أن ملأ حياتي وشغلي وعقلي. واستمر الحال على ذلك إلى أن جاء موعد تخرجي..،

بدأت حفلة التخرج وكان يبدو على كل طالب منا السعادة والبشر بمستقبل عظيم، والذي شغل بالي آن آمال وعدتني بالحضور ولكنها لم تحضر.. ولكني سرعان ما طمأنت نفسي بأنها لا بد أن تحضر، ووزعت علينا الشهادات وانتهى الحفل دون أن يبدو لآمال أي أثر، فاعتملت في نفسي الأفكار، وشرد ذهني.. ترى أي حادث ألمّ بها؟ ما الذي جعلها تغيب عن هذه المناسبة العظيمة لدي؟ والمهمة لمستقبلي.. لمستقبلنا معا.. سرعان ما خطر ببالي خاطر، فأسرعت إلى أقرب هاتف لأكلمها

-آلو..
-مين يافندم؟
ترددت قليلا فقد كان صوتا غريبا على مسمعي..
-آمال موجودة؟
-حضرتك مين؟ عشان هي تعبانة شوية..
لم أجب وإنما أقفلت السماعة وهرولت إلى بيت آمال، ومن حظي أني كنت على موعد مع والدها، شعرت بالضيق يمزق كياني وأنا في طريقي إلى منزلها.. وتسائلت في نفسي عن سبب مرضها؟”