“احترس أيها الغريب.. كانت أول جملة سمعتها عند وصولي إلى بلدة صغيرة لمعالجة أحد الأشخاص، هناك عندما تعثرت قدمي في حجر ملقى، وكدت أسقط أرضًا، ولكنني تفاجئت منها؛ فالذي قالها طفل لا يكاد أن يتعدى الثانية عشرة من عمره، كيف عرف أنني غريب ولست منها؟
رأيت ذاك الطفل قادم نحوي وتلك الملامح التي تسود وجهه تملئها البراءة والرضا، فقال: لم أتيت إلى هنا؟ عن ماذا تبحث؟ ومن أنت؟
فأجبته قائلًا: أخبرني أولًا كيف عرفت أنني غريب عن تلك البلدة أراك صغير السن عن معرفة الجميع؟
قاطعني ضاحكًا: نعم أنا صغير، ولكن الجميع هنا يعرف الآخر، إنها بلدة صغيرة ويسودها الحب والسلام، إلا وجود شيء واحد يكاد أن يقلبها كالجحيم”.