بالطبع يمكننا أن نتوقع من خلال العنوان أننا سنشارك في تلك الثورة الضخمة التي شهدتها مصر عام 1919 ضد المستعمر الإنجليزي الغاشم، لنتعرف على الكثير من الأحداث والشخصيات البارزة والفدائيين والمقاومين والعمليات المتشابكة لهذا الحدث الضخم في مصر. ستعود بنا عبير إلى هناك لنرى كيف تعامل الاحتلال الإنجليزي بوحشية مفرطة مع المتظاهرين، عندما فتح عليهم النار وسقطوا قتلى في مشهد لم تعتد عليه عبير أبدًا.. إن الموت كان قريبًا أكثر من أي وقت مضى. سنتعرف على أحمد عبد الحي كيرة ومحمود طالب وسيد محمد الباشا وغيرهم من الفدائيين، ونتعرف على موقف الشعب والسلطة، وسينقل لنا المؤلف الكثير من التفاصيل السياسية الهامة.

“قال لها محمود حين هدأت الأمور قليلًا: إن الإنسانية هي السبب الوحيد الذي جعلهم ينقذونها.. لكن هناك عدة عوامل تجعل إطلاق سراحها عسيرًا. إن الصينيين يقولون إن الإمساك بذيل النمر سهل، لكن تركه مسألة أخرى!.. لقد تسرعوا بجلبها هنا لكن إطلاق سراحها سيطلق عليهم الوبال.
العامل الأول: هو أنك إنجليزية، ونحن نكره الإنجليز جدًا.. ليس حد قتل نسائهم طبعًا لكن الإغراء شديد من دون شك.. أو هذا ما يراه مصطفى زاهر
العامل الثاني: هو أنك ستخرجين من هنا لتقابلي اللنبي شخصيا وتزعمي أننا خطفناك ولن يتكلم أحد وقتها عن إنقاذك من الموت في الزحام وهذا رأي شفيق مترى.
العامل الثالث: من يدري؟ لربما كان الخطف فكرة لا بأس بها ويمكننا عندها أن نضغط على قومك للإفراج عن بعض رجالنا”.